موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)

خطبة النصر من الصحن الحسيني الشريف لممثّل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدّسة فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (26/ربيع الأول/1439هـ) الموافق (15/12/2017م)

نص ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة فضيلة العلاّمة السيد احمد الصافي في (21/ شوال /1436هـ) الموافق( 7/ آب/2015م )

نصائح وتوجيهات للمقاتلين في ساحات الجهاد

نص ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (12/ رمضان /1435هـ) الموافق( 11/ تموز/2014م )

نصّ ما ورد بشأن الوضع الراهن في العراق في خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة العلاّمة السيد أحمد الصافي ممثّل المرجعية الدينية العليا في يوم (5/ رمضان / 1435 هـ ) الموافق (4/ تموز / 2014م)

نصّ ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة العلاّمة السيد أحمد الصافي ممثّل المرجعية الدينية العليا في يوم (21 / شعبان / 1435هـ ) الموافق (20 / حزيران / 2014 م)

----- تصريح حول الأوضاع الراهنة في العراق (14/06/2014) -----

ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م ) بعد سيطرة (داعش) على مناطق واسعة في محافظتي نينوى وصلاح الدين وإعلانها أنها تستهدف بقية المحافظات

بيان صادر من مكتب سماحة السيد السيستاني -دام ظلّه - في النجف الأشرف حول التطورات الأمنية الأخيرة في محافظة نينوى

الكتب الفتوائية » الفتاوى الميسّـرة

حواريّة الوصيّة ← → يشترط في المطلِّق

حواريّة النّذر والعهد واليمين

* في طريق عودتي الى البيت سمِعت الحوار التالي بين والدة وولدِها :
الوالدة : لقد نذرت لله عزّ وجلّ أنْ أذبح خروفاً إنْ شُفِيَ أخوك الصغير مِن مرضه ، وهاهو ذا شفي والحمد لله ، فوجب عليّ أن أفي بالنّذر .
الولد : ألم أقل لك دائماً يا أُمي : إنّك تفضّلين أخي الصغير عليَّ .
الوالدة : ولِمَ ذاك.. ألم يكن مرض أخيك خطيراً.. ألم يفقد وعيه ، فلم يعد يسمع ويرى.. ألم يقل الطبيب عنه لولا عناية الله به لما شُفي.. ألم .. ألم.. أنسيت حالته ، أليس مِن الواجب أنْ اشكر الله على شفائه ، فأذبح خروفاً لله عزّ وجلّ حمداً له على نعمته ؟!
أوَ يعني أنّي حين أنذر لله عزّ وجلّ راجيةً وطالبةً شفاء أخيك مِن مرضٍ خطيرٍ ألمَّ به ، أنّي أُفضّله عليك.. ألَم نعقَّ عنك عقيقة.. خروفاً سميناً في اليوم السابع بعد ولادتك.. ألَم نُضحّ عنك أضحية ؟
عقيقة.. أُضحية ؟!
* ما العقيقة ؟.. وما الأُضحية ؟
ــ العقيقة يا بني ـ قال أبي ـ أن يُذبَح عن المولود ذكراً كان أو أُنثى في اليوم السابع مِن ولادته خروف أو بقرة مثلاً.. رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام ) : ( يسمّى الصبيّ في اليوم السابع ، ويُعَقَّ عنه ، ويُحلق رأسه ، ويتصدّق بزنة الشعر فضّة ، وترسل الرجل والفخذ للقابلة التي عاونت الأُم في وضع الحمل ، ويطعم الناس بالباقي منها ، ويتصدّق به ) . ويُكره للأب أو أحد عياله ولاسيّما الأُم أنْ يأكل من عقيقة صبيّه .
والعقيقة سنّة مؤكّدة لمن يقدر عليها ، رُويَ عن الإمام الباقر (عليه السلام ) أنّه قال : ( إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ( أذَّن في أُذن الحسنين ( صلوات الله عليهما ) يوم ولادتهما وعقّ عنهما ، في اليوم السابع ) .
ومَن لم يعقّ عنه أبوه جاز له أنْ يعقَّ هو عن نفسه بعد ذلك عندما يكبُر ، فقد سأل عمر بن يزيد الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : ( أنّي والله ما أدري كان أبي عقَّ عنّي أم لا . فأمره ) عليه السلام ( بالعقيقة ، فعقَّ عن نفسه وهو شيخ ( .
هذه العقيقة . ولكن ما هي الأُضحية ؟
ــ الأُضحية ـ قال أبي ـ أنْ يذبح الإنسان ـ إنْ تمكّن ـ خروفاً مثلاً ، ويا حبَّذا لو كان سميناً يوم العيد ـ عيد الأضحى ـ وهي سُنَّةٌ مؤكّدة كذلك ، ويجوز التبرّع بالأُضحية عن الحيّ والميّت على السّواء ، بما في ذلك عن الصبيّ الصغير . فقد ضحّى رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) عن نسائه ، وضحّى عمّن لم يُضحّ من أهل بيته ، وضحّى عمّن لم
يُضحّ من أُمّته ، كما كان يضحّى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كلّ سنة عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) .
* وهل وفاء تلك الأُم بنذرها واجب عليها أو هو كالعقيقة والأُضحية غير واجب ، بل مستحبّ مؤكّد ؟
ــ دعني أقل لك أوّلاً ما هو النّذر .
النّذر : أنْ تلتزم بفعل شيءٍ معيّن ، أو ترك شيءٍ معيّن لله تعالى.. أيّ شيء كان .
ولكن ليس دائماً يجب الوفاء بالنّذر ، وإنّما بشروطٍ لو تحقّقت وجَب الوفاء به .
* وما هي الشروط التّي لو تحقّقت يجب الوفاء بالنّذر ؟
ــ الشروط هي :
1 ـ أنْ ينشأ النّذر بصيغة تشتمل على قوله ( لله ) أو ما يُشابهها مِن أسمائه المختصّة به جلّ وعلا ، فلو قال الناذر الصيغة المعيّنة التالية : ( لله عليَّ.. كذا ) انعقد نذره ، كأن يقول مثلاً : ( لله عليَّ أنْ أذبح خروفاً وأتصدَّق بلحمه على الفقراء إنْ شُفي ولدي ) .
أو يقول : ( لله عليَّ أنْ أدع وأترك التعرَّض لجاري بسوء ) ، أو غير ذلك ، سَواء أدّاها باللغة العربيّة أم بغيرها مِن اللغات .
* ولو لم يقل الناذر ( لله عليَّ ) ولا قال ( للرّحمن عليَّ ) ولا أشباهها ، كما تنذر اليوم غالبيّة الناس ؟
ــ لا يجب عليه الوفاء بالنّذر حينئذٍ .
2 ـ أنْ يكون الشيء المنذور حسناً راجحاً شرعاً حين العمل .
* وإذا كان الشيء المنذور غير راجح وغير حسن ، بل كان مكروهاً أو مُضرّاً أو مباحاً .
ــ لا يصحّ النّذر في الأوّلَين ، أمّا المباح فإنْ قصد به معنىً راجِحاً كما لو نذر شرب الماء قاصداً به أنْ يتقوّى به على العبادة انعقد نذره ، وإلاّ لم ينعقد .
3 ـ يشترط في الشخص الناذر البلوغ ، والعقل ، والاِختيار ، والقصد ، وعدم الحجر عمّا تعلّق به نذره .
4 ـ أنْ يكون الشيء المنذور مقدوراً أو مستطاعاً للنّاذر .
* ولو نذَر إنسانٌ شيئاً لا يقدِر عليه ولا يستطيع ؟
ــ لا يصحّ النّذر .
* وإذا نذر الإنسان وفق الشروط مارّة الذكر ؟
ــ وجب عليه الوفاء بنذره والاِلتزام بما نذر ، سَواء أكان فعل شيء لله عزّ وجلّ ، أم تركه ، في زمنٍ محدّد ، أم طيلة حياته ، صلاة كان ذلك الشيء ، أم صوماً ، أم صدقة ، أم زيارة ، أم حجّاً ، أم تبرّعاً بشيء ، أم ترك شيء ، أم غير ذلك .
* وإذا خالف الإنسان نذره عامداً .
ــ وجبت عليه الكفّارة وهي : عتق رقبة ، أو إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم .
* وإذا عجَز عن ذلك لفقره مثلاً ؟
يجب عليه صيام ثلاثة أيّام متواليات .
لو نذر الإنسان مالاً لمشهدٍ من المشاهد المقدّسة ؟
ــ ينفق ذلك المال على عمارته ، أو إنارته ، أو فرشه ، أو تدفئته ، أو تبريده ، أو ما شاكل ذلك من شؤون المشهد ، إذا لم يقصد الناذر مصرفاً معيّناً من المذكورات أو غيرها .
* ولو نذر لشخصٍ صاحب المشهد كالنّبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أو الإمام ( عليه السلام ) أو لبعض أولادهما ؟
ــ ينفق على زوّاره الفقراء مثلاً ، أو على حَرَمِه الشريف ، ونحو ذلك .
* إذا ظنّ الإنسان ظنّاً قويّاً أنّه قد نذر نذراً معيّناً ، فهل يجب عليه الوفاء به ؟
ــ إذا اطمأن بأنّه نذر وجَب عليه الوفاء بالنّذر وإِلاّ فلا يجب عليه الوفاء به .
قال ذلك أبي وأضاف :
وقد يُعاهد الإنسان الله سبحانه وتعالى فيقول : ( عاهدت الله أنْ أفعل..) أو يقول : ( عليَّ عهد الله أنّه متى كان... فعليَّ...) فإذا قال ذلك وجَب عليه الاِلتزام بما عاهد عليه .
* معنى هذا أنّ العهد كالنذر ، لا يصحّ بدون صيغة محدّدة ؟
ــ نعم ، كما أنّه لا يصحّ إلاّ إذا كان ما عاهد الله عليه راجحاً ولو رجحاناً دنيويّاً شخصيّاً ، شريطة أنْ لا يكون مرجوحاً شرعاً . ويُشترط
في العهد ما يُشترط في النذر ، وقد شرحت لك ذلك .
* وإذا خالف الإنسان ما عاهد الله عليه ؟
ــ وجبَت عليه كفّارة وهي عتق رقبة أو إطعام ستّين مسكيناً أو صوم شهرَين متتابِعَين .
قال ذلك أبي وأردَف مضيفاً :
ويجب الوفاء باليمين كذلك ، ولو خالَفها عامداً وجبَت عليه كفّارة وهي : عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كِسوتِهم . ومع العجز عن ذلك يصوم ثلاثة أيّام متواليات .
ويشترط في اليمين أو القسَم اللفظ . وأنْ يكون القسَم بالله تعالى ، وأنْ يكون ما أقسم عليه مقدوراً ومستطاعاً حين الوفاء به ، وراجحاً شرعاً ويكفي لو كان مُباحاً إذا حلَف أو أقسم على فعله لمصلحة دنيويّة ولو كانت شخصيّة ويُشترط في الحالِف التكليف والقصد والاختيار والعقل .
* مثّل لي لليمين أو القسَم التي يجب الوفاء بها ؟
ــ إذا قال الإنسان مثلاً : ( والله لأفعلنَّ ) ، أو قال : ( بالله لأفعلنَّ ) ، أو قال : ( أُقسم بالله ) ، أو قال : ( أُقسم بربِّ المصحف ) ، أو غير ذلك .
* وإذا قال الإنسان مخاطباً شخصاً آخر قائلاً له : ( والله لتفعلنَّ ) ؟
ــ لا يتعلّق اليمين أو القسم بفعل الإنسان الآخر، ولا بالزمن الماضي ، ولذلك فلا يترتّب أيّ أثر على يمينٍ كهذا .
كما لا ينعقد يمين أو قسم الولد إذا منعه أبوه ، ويمين الزّوجة إذا منعها زوجها .
وإذا أقسم الولد من دون إذن أبيه والزّوجة من دون إذن زوجها كان للأب والزوج حلّ اليمين أو القسم .
* قد يحلِف أو يقسم الإنسان على صِدق كلامه وهو صادق بالفعل ، أو يحلِف على شيءٍ معيّن وهو صادق في حلفه ؟
ــ الأيمان الصادقة ليست محرّمة ولكنّها مكروهة .
أمّا الأيمان الكاذبة فهي محرّمة ، بل قد تعتبر من المعاصي الكبيرة إلاّ عند الضرورة .
* وكيف ذلك ؟
ــ إذا قصد الإنسان أنْ يدفع بقسمه أو حِلفه الظالم عن نفسه أو عن المؤمنين فهذا القسَم جائز ، بل ربّما يكون القسَم الكاذب واجباً كما إذا هدَّد الظالم نفس المؤمن أو عرضه أو نفس مؤمنٍ آخر أو عرضه ، ولكن إذا اِلتفت الى إمكان التورية ، وكان عارفاً بها وهي متيسّرة له [فعليه أنْ يورّي في كلامه] .
* ما تقصد بـ ( يورّي في كلامه ) .
التورية ، أن يُقصَد بالكلام معنىً غير معناه الظاهر ، مِن دون نصب قرينة موضّحة لقصده ، فلو سألك ظالِم عن مكان أحد المؤمنين وكنت تخشاه عليه تُجيبه ( ما رأيته ) وقد رأيته قبل ساعة وتقصد بذلك أنّك لم تره مُنذ دقائق .
وبها أنهى حواريّة اليوم والحمد لله ربِّ العالمين.
حواريّة الوصيّة ← → يشترط في المطلِّق
العربية فارسی اردو English Azərbaycan Türkçe Français