موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت بالرؤية الشرعية أن غداً الاربعاء هو يوم عيد الفطر السعيد الأول من شهر شوال المكرم عام ١٤٤٥هـ في العراق وعموم هذه المنطقة .
نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم ويعيد عليهم هذه المناسبة السعيدة بالخير والبركات.
مكتب السيد السيستاني - النجف الأشرف




خطبة النصر من الصحن الحسيني الشريف لممثّل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدّسة فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (26/ربيع الأول/1439هـ) الموافق (15/12/2017م)

نص ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة فضيلة العلاّمة السيد احمد الصافي في (21/ شوال /1436هـ) الموافق( 7/ آب/2015م )

نصائح وتوجيهات للمقاتلين في ساحات الجهاد

نص ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (12/ رمضان /1435هـ) الموافق( 11/ تموز/2014م )

نصّ ما ورد بشأن الوضع الراهن في العراق في خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة العلاّمة السيد أحمد الصافي ممثّل المرجعية الدينية العليا في يوم (5/ رمضان / 1435 هـ ) الموافق (4/ تموز / 2014م)

نصّ ما ورد بشأن الأوضاع الراهنة في العراق في خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة العلاّمة السيد أحمد الصافي ممثّل المرجعية الدينية العليا في يوم (21 / شعبان / 1435هـ ) الموافق (20 / حزيران / 2014 م)

----- تصريح حول الأوضاع الراهنة في العراق (14/06/2014) -----

ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م ) بعد سيطرة (داعش) على مناطق واسعة في محافظتي نينوى وصلاح الدين وإعلانها أنها تستهدف بقية المحافظات

بيان صادر من مكتب سماحة السيد السيستاني -دام ظلّه - في النجف الأشرف حول التطورات الأمنية الأخيرة في محافظة نينوى

الكتب الفتوائية » الفتاوى الميسّـرة

الحواريّة العامّة الأُولى ← → للأمر بالمعروف أو النّهي عن المنكر مراتب

سأبدأ أوّلاً بذكر أُمور هي مِن المعروف على شكل نقاط محدّدة

قال ذلك ، وبدأ أبي يُعدّد مستعيناً بذاكرته تارّةً ، وبمصادر وضعها أمامه تارةً أُخرى فعدَّ مِن المعروف ما يأتي :
1 ـ التوكّل على الله تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ، ورُوي أنّه قد سأل سائلٌ الإمام ( عليه السلام ) عن هذه الآية فقال ( عليه السلام ) : ( التوكّل على الله دَرَجَات ، منها أنْ تَتَوكّل على الله في أُمورِك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضياً ، تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل على الله بتفويض ذلك إليه ، وثق به فيها وفي غيرها ( .
2 ـ الاِعتصام بالله تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( .
وعن الإمام أبي عبدا لله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( أوحى الله عزّ وجلّ الى داود : ما اعتصم بي عبدٌ مِن عبادي دون أحدٍ من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، ثمَّ تكيده السموات والأرض ومَن فيهنَّ ، إلاّ جعلت له المخرج مِن بينهنّ . وما اِعتصم عبدٌ مِن عبادي بأحدٍ مِن خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، إلاّ قطعت أسباب السموات مِن يديه وأسخت الأرض مِن تحته ولم أُبال بأيِّ وادٍ يهلك ( .
3 ـ شكر الله تعالى على نِعَمِه المتواترة : قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) ، وقال عزّ وجلّ : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ( .
وعن الإمام أبي عبدا لله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( ما أنعَم الله على عبدٍ بنعمة بالغةٍ ما بلَغَت ، فحمِد الله عليها ، إلاّ كان حمدُه لله أفضل مِن تلك النعمة وأعظم وأوزن ( .
4 ـ حُسن الظنّ بالله تعالى : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ) عليه السلام ( أنّه قال : ( وجدنا في كتاب عليّ ) عليه السلام ( أنْ رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( قال على منبره : والذي لا إِله إلاّ هو ، ما أُعطِيَ مؤمنٌ قط خير الدنيا والآخرة إلاّ بحُسن ظنّه بالله ورجائه وحُسن خلقه ( .
5 ـ اليقين بالله تعالى في الرّزق والعمر والنّفع والضرّ : فعن الإمام عليّ ) عليه السلام ( أنّه قال : ( لا يجد عبدٌ طعمَ الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأنّ الضارَّ النّافع هو الله عزّ وجلّ ( .
6 ـ الخوف مِن الله عزّ وجلّ مَع رجائه تعالى : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم يصف المؤمنين : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( مَنْ خلا بذنبٍ فراقَب الله تعالى فيه واستحيا مِن الحفَظَة ، غفَر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه وإِن كانت مثل ذنوب الثقلين ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( أُرج الله رجاءً لا يجرّئك على معصيته ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته ) .
7 ـ الصبر وكظم الغيظ : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
وعن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما جرَع عبد جرعةً أعظم أجراً من جرعة غيظ كظمها اِبتغاء وجه الله ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن أحبِّ السبُل الى الله جرعتان ، جرعة غيظٍ يردّها بحِلم ، وجرعة مصيبة يردّها بصبر ) .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنّه قال لبعض ولده : ( يا بُنيّ ما من شيءٍ أقرُّ لعين أبيك مِن جرعة غيظٍ عاقِبتُها صبر ) .
8 ـ الصبر عن محارم الله تعالى : فعن الإمام عليّ (عليه السلام ) أنّه قال : ( الصبر صبران : صبرٌ عند المصيبة حسنٌ جميل ، وأحسَن مِن ذلك الصبر عند ما حرَّم الله تعالى عليك ) .
وعنه عليه السلام أنّه قال : ( إتّقوا معاصي الله في الخلَوَات فإنَّ الشاهد هو الحاكم ) .
9 ـ العدل : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ) وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ثلاث هُم أقرب الخلق الى الله عزّ وجلّ يوم القيامة ، حتّى يفرغ مِن الحساب : رجلٌ لم تدعه قدرته في حال غضبِه إلى أنْ يحيف على مَن تحت يديه ، ورجلٌ مشى بين اثنين فلَم يمِل مع أحدهما على الآخر ولو بشعيرة ، ورجلٌ قال الحقَّ فيما عليه ).
10 ـ تغليب العقل على الشهوة : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) ، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( طوبى لِمَن ترَك شهوةً حاضرةً لموعِد لم يره ) ، وعن الإمام عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال : ( كم مِن شهوةٍ ساعة أورثت حزناً طويلاً ) .
11 ـ التواضع : فعن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ أحبَّكم إِليَّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً ، أحسنكم خُلُقاً وأشدَّكم تواضعاً ) ، وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام ) أنّه دعا ربّه قائلاً : ( الّلهم صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ ولا ترفعني في النّاس درجةً إلاّ حطَطتني عند نفسي مثلها ، ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلاّ أحدثت لي ذلّةً باطنة عند نفسي بقدرها ) .
12 ـ الاقتصاد في المأكل والمشرب ونحوهما : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) . وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أفطر رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) عشيّة خميس في مسجد قبا فقال : ( هل من شراب ؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعسِّ مخيض بعسل ، فلمّا وضعه على فيه نحّاه ثُمّ قال : ( شرابان يُكتفي بأحدِهما عن صاحبه ، لا أشربه ولا احرّمه ، ولكن أتواضع لله ، فإنّه مَنْ تواضع لله رفعه الله ، ومَن تكبَّر خفظه الله ، ومَن اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومَن بذَّر حرمه الله ، ومَن أكثر ذِكْر الموت أحبَّه الله ) .
13 ـ إنصاف النّاس ولو من النّفس : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن واسى الفقير مِن ماله وأنصف الناس من نفسه ، فذلك المؤمن حقّاً ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( سيّد الأعمال إِنصاف النّاس مِن نفسك ، ومواساة الأخ في الله تعالى ، وذِكر الله تعالى على كلِّ حاله ) .
وعن الإمام علىّ ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ألا أنّه مَن ينصف النّاس مِن نفسه لم يَزِده الله إلاّ عزّاً ) .
14 ـ العفّة : فعن الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ( أنّه قال : ( أفضل العبادة عفّة البطن والفرج ) .
15 ـ اِشتغال الإنسان بعيبه عن عيوب النّاس : فعن النّبيّ ) صلّى الله عليه وآله ) : ( طُوبى لِمَن شغله خوفُ الله عزّ وجلّ عن خوف النّاس ، طُوبى لِمَن شغله عيبُه عن عيوب المؤمنين ( .
16 ـ التخلّق بمكارم الأخلاق : قال الله تعالى يصف نبيّه الكريم : ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (، وعن رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( حُسن الخلُق خلُق الله الأعظم ) .
وعنه ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ) ألا أخبركم بأشبهكم لي ؟) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : ( أحسنُكم خُلُقاً ، وأليَنُكم كنَفاً ، وأبرَّكم بقرابته ، وأشدَّكم حُبّاً لإخوانه في دينه ، وأصبَرُكم على الحقّ ، وأكظَمَكم للغيظ ، وأحسنُكم عفواً ، وأشدّكم مِن نفسه إنصافاً في الرّضا والغضب ( .
وروي أنّه قيل له ) صلّى الله عليه وآله ( : أيُّ المؤمنين أفضلهم إيماناً ؟ قال : ( أحسنهم خلقاً ) .
وعنه ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( أكثر ما يلج الجنة : تقوى الله وحسن الخلق ) .
17 ـ الحلم : فعن رسول الله ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( ما أعزّ الله بجهلٍ قط ولا أذلَّ بحلم قط ) .
وعن الإمام الرضا ) عليه السلام ( أنّه قال : ( لا يكون الرجلُ عابداً حتّى يكون حليماً ) .
18 ـ حفظ القرآن الكريم والعمل به وقراءته : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ( ، وعن النبيّ الكريم محمّد ) صلّى الله عليه وآله ( أنّه قال : ( إنّ أهل القرآن في أعلى درجةٍ مِن الآدميّين ما خلا النبيّين والمرسلين ) ، وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ) عليه السلام ( أنّه قال : ( الحافظ للقرآن والعامل به مع السَّفرة الكرام البَررَة )
وعنه ( عليه السلام أيضاً ) : ( مَن قرأ القرآن وهو شابٌّ مؤمنٌ اختلط القرآن بدمه ولحمه ، وجعَلَه الله مع السَّفرة الكرام البررة ، وكان القرآن حجيجاً عنه يوم القيامة ( .
وهناك فضلٌ خاص لقراءة سوَرٍ معيّنة مِن القرآن الكريم مذكور في كتب الحديث إنْ شئت راجعتها .
19ـ زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وأمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين والأئمّة ( عليهم السلام ) : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ) عليه السلام ( أنّه قال : ( قال الحسين بن عليّ (عليه السلام ) لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يا أبَتِ ، ما جزاء مَن زارك ؟ فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : مَن زارني ، أو زار أباك ، أو زارك ، أو زار أخاك ، كان حقّاً عليَّ أنْ أزوره يوم القيامة حتّى أُخلّصه مِن ذنوبه ) ، وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن زار قبر الحسين بن عليّ (عليهما السلام ) عارفاً بحقّه كُتِب في عليِّين ( ، وعنه (عليه السلام ) : ( مَن زار واحداً منّا كان كمَن زار الحسين ( عليه السلام )) .
20 ـ الزهد في الدّنيا : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ازهد في الدّنيا يحبّك الله ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( استحيوا مِن الله حقّ الحياء ) ، قالوا : إنّا لنستحي منه تعالى ، قال : ( فليس كذلك ، تبنون ما لا تسكنون ، وتجمعون ما لا تأكلون ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله )أنّه قال : ( إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهّده في الدّنيا ، ورغَّبه في الآخرة ، وبصَّرهُ بعيوب نفسه ) ، وعن الإمام على ( عليه السلام (أنّه قال : ( إنّ مِن أعوَن الأخلاق على الدّين الزهد في الدّنيا ) وعنه عليه السلام أنّه قال : ( إنّ علامة الرّاغب في ثواب الآخرة زُهدهُ في عاجل زهرة الدّنيا ) .
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام (أنّه قال : ( ما مِن عمل بعد معرفة الله عزّ وجلّ ومعرفة رسوله أفضلُ من بغض الدّنيا ) .
وروي أنّه قال رجل لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ( : إنّي لا ألقاك إلاّ في السنين ، فأوصِني بشيءٍ حتّى آخذ به . قال : ( أُوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، وإيّاك أنْ تطمع إلى مَن فوقك ، وكفى بما قال الله عزّ وجلّ لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ) : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، وقال : ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) ، فإنْ خِفت ذلك فاذكر عيش رسول الله ( صلّى الله عليه وآله )، فإنّما كان قوته مِن الشّعير ، وحلواه مِن التّمر ، ووقوده من السعف . وإذا أُصبت بمصيبةٍ في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فإِنَّ الخلائق لم يُصابوا بمثله قط ) . وروي أنّه وقف الإمام الكاظم ( عليه السلام ( على قبرٍ فقال : ( إنّ شيئاً هذا آخره لحقيقٌ أنْ يُزهد في أوّله ، وإنَّ شيئاً هذا أوّله لحقيقٌ أنْ يُخاف من آخره ) .
21 ـ إعانة المؤمن وتنفيس كربته وإدخال السرور عليه وإطعامه وقضاء حاجته : فعن الإمام أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ما من مؤمنٍ يعين مؤمناً مظلوماً إلاّ كان أفضل مِن صيام شهر رمضان واعتكافه في المسجد الحرام ، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ ونصره الله في الدّنيا والآخرة ، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ خذله الله في الدنيا والآخرة ) .
وعنه عليه السلام أنه قال : ( أيّما مؤمن نفّس عن مؤمنٍ كربة نفَّسَ الله عنه سبعين كربةً من كرب الدّنيا وكرب يوم القيامة) .
وعنه ( عليه السلام ( أنّه قال : ( مَن يسَّر على مؤمنٍ وهو مُعسِر يسَّر الله له حوائجه في الدّنيا والآخرة ) .
وعنه ( عليه السلام ( أنّه قال : ( وإنَّ الله عزّ وجل في عونِ المؤمن ما كان المؤمنُ في عون أخيه المؤمن ) .
وعنه ( عليه السلام ( : (مَن سرَّ امرأً مؤمناً سرَّه الله يوم القيامة ، وقيل له تمنَّ على الله ما أحبَبت فقد كنت تحبّ أنْ تسرَّ أولياؤه في دار الدّنيا ) .
وعنه ( عليه السلام ( : (مَنْ أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله ، ومَنْ أدخله على رسول الله فقد وصَل ذلك الى الله ، وكذلك مَنْ أدخل عليه كرباً ) .
وعنه ( عليه السلام ( :(مَن أطعم مؤمناً مِن جوع أطعمه الله مِن ثمار الجنّة ، ومَن سقَى مؤمناً مِن ظمأ سقَاه الله مِن الرّحيق المختوم ، ومَن كسا مؤمناً كساه الله مِن الثياب الخضر ) .
وعنه ( عليه السلام ( : ( ما قضى مسلمٌ لمسلمٍ حاجةً إلاّ ناداه الله : عليَّ ثوابُك ولا أرضى لك بدون الجنّة ) .
22 ـ محاسبة النفس كل يوم : فقد رُوي أنّه أوصى النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) أبا ذر رضي الله عنه فقال : ( يا أبا ذر ، حاسب نفسك قبل أنْ تُحاسب ، فإنّه أهَوَن لحسابك غداً ، وَزِنْ نفسك قبل أنْ تُوزن ، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تُعرض لا تخفى على الله خافية ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( يا أبا ذر ، لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يُحاسب نفسه أشدُّ مِن محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم مِن أين مطعمه ومِن أين مشربه ، ومن أين ملبسه أمِن حلالٍ أو مِن حرام ٍ، يا أبا ذر ، مَن لم يُبالِ مِن أين اكتسب المال لم يُبال الله مِن أين أدخله النّار ) .
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام ( أنّه قال : ( ابن آدم إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظٌ من نفسك ، وما كانت المحاسبة مِن همِّك ، ابن آدم اِنّك ميِّتٌ ومبعوثٌ وموقوف بين يدَيّ الله فأعِدَّ جواباً ) .
23 ـ الاهتمام بأُمور المسلمين : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أصبح لا يهتمّ باُمور المسلمين فليس بمسلم ) . وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) :( مَن أصبح لا يهتّم بأمور المسلمين فليس منهم ، ومَن سمِع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يُجبهُ فليس بمسلم ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ( : (إنَّ المؤمن لترِد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده يهتمُّ بها قلبُهُ فيدخله الله تبارك وتعالى بهمِّه الجنّة ) .
24 ـ السخاء والكرم والإيثار : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما جعل الله أولياءه إلاّ على السّخاء وحسن الخلق ) وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن موجبات المغفرة بذل الطعام وإِفشاء السلام وحُسن الكلام ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( تجافوا عن ذنب السخيّ فإنّ الله آخذٌ بيده كلّما عثر ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( الجنّة دار الأسخياء ) . وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ أفضل الناس إيماناً أبسطهم كفّاً ) .
25 ـ الإنفاق على الأهل والعيال : فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله ) ، وقال (صلى الله عليه وآله) :( خيركم ، خيركم لأهله ) وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( ما أنفق الرجل على أهله فهو صدقة ) ، وعنه (صلى الله عليه وآله) : (دينار أنفقته على أهلِك ، ودينارٌ أنفقته في سبيل الله ودينارٌ أنفقته في رقبة ، ودينار تصدّقت به على مسكين وأعظمُها أجراً الدينار الّذي أنفقته على أهلك ) .
26 ـ التّوبة مِن الذّنوب صغيرها وكبيرها والندم عليها : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ( ، وقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ، وقال تعالى : ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ( ، وقال تعالى : ) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال لمحمّد بن مسلم : ( يا محمّد بن مسلم ، ذُنوب المؤمن إِذا تاب منها مغفورةٌ له ، فليعمل المؤمن لِما يستأنف بعد التّوبة والمغفرة ، أما والله إنّها ليست إلاّ لأهل الإيمان . قلت : فإنّه يفعل ذلك مراراً ، يُذنب ثمَّ يتوب ويستغفر الله فقال : كلّما عاد المؤمن بالاِستغفار والتّوبة عاد الله عليه بالمغفرة ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( التّائب مِن الذنب كمَن لا ذنب له ، والمُقيم على الذّنب وهو مستغفِر منه كالمستهزئ ( .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( ما مِن عبدٍ أذنَب ذنباً فنَدِم عليه إلاّ غفَر الله له قبل أنْ يستغفر ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب ، كما يفرح أحدُكم بضالّته إذا وجدها ) .
وهناك مِن المعروف غير هذه ، نصّت عليها كتب الفقه والحديث فراجعها إنْ شئت المزيد .
قلت لأبي : الأرقام الّتي مرّت أشارت لِما هو مِن المعروف ، أمّا المنكرات ، أو ما يُعَدُّ من المنكر ؟
قال : ما يُعدُّ مِن المنكر كثير ، سأعدّد لك بعضاً منها ، ولكن بنفس الشرط السابق .
قلت : تقصد أنْ أعدك باِجتنابها والنّهي عنها ؟
قال : نعم .
قلت : أعِدُك بذلك .
قال : إذن إليك بعضاً ممّا هو مِن المنكر .
وبدأ أبي يُعدّد مُستعيناً بذاكرته وبمصادره ـ كما فعل سابقاً ـ فعدَّ مِن المنكر ما يأتي :
1 ـ الظلم : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .
عن الإمام علي (عليه السلام) : ( أعظم الخطايا اِقتطاع مال امرئ مسلم بغير حقّ ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( لمّا حضَرت عليّ بن الحسين الوفاة ضمَّني الى صدره ثمَّ قال : يا بُني ، أُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضَرته الوفاة ، ممّا ذكَ إنَّ أباه أوصاه به ، قال : يا بُني ، إيّاك وظُلم مَن لا يجِد عليك ناصراً إلاّ الله ( .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : )مَن ظلَم مظلمةً أُخِذَ بها ، في نفسه أو في ماله أو في ولده ) .
وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( من أكل مِن مالِ أخيه ظلماً ولم يرده إليه أكل جذوةً من النّار يوم القيامة ) .
2 ـ الإعانة على الظلم والرّضا به : فعن النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) :( مَن مشى الى ظالم ليعينه ، وهو يعلَم أنّه ظالم ، فقد خرَج من الإسلام ) ، وعنه (صلى الله عليه وآله) : )شرُّ النّاس مَن باع آخرته بدُنياه ، وشرَّ منه مَن باع آخرته بدنيا غيره ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركَاء ثلاثتهم ) ، وعنه (عليه السلام) قال : ( من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه مَن يظلمه ، فإنْ دعا لم يُستجب له ) ، وعنه ( عليه السلام ) في وصيّته لأصحابه : ( وإيّاكم أنْ تعينوا على مسلمٍ مظلوم ، فيدعو عليكم فيُستجاب له فيكم ، فإِنّ أبانا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كان يقول : إنّ دعوة المسلم المظلوم مستجابة ) ، وعنه (عليه السلام) أنّه قال : ( مَن أعان على قتلِ مؤمنٍ بشطرِ كلمة ، جاء يومَ القيامة بين عينيه مكتوبٌ : آيسٌ مِن رحمة الله ) .
وعنه (عليه السلام) : (يجيء يوم القيامة رجلٌ الى رجلٍ حتّى يلطَّخه بدمه فيقول : يا عبد الله ، مالَك ولي ؟ فيقول أعنْتَ عليَّ يوم كذا وبكذا بكلمةٍ فقُتلت ) .
3 ـ كون الإنسان ممّن ُيتّقى شره : فعَن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( شرُّ النّاس عند الله يوم القيامة الذين يُكرَمون اتّقاء شرَّهم ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : ( مِن أبغض خلقِ الله عبدٌ اِتّقى النّاس لسانه ).
4 ـ قطيعة الرّحم : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ) لا تقطع رحمك وإنْ قطعك ( .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( في كتابِ عليّ (عليه السلام) ثلاث خِصال ، لا يموت صاحبهنّ أبداً حتّى يرى وبالهُنَّ : البغي ، وقطعية الرّحم ، واليمين الكاذبة يُبارز الله بها ) .
وعن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ رجلاً مِن خَثعَم جاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال : يا رسول الله ، أخبرني ما أفضل الإسلام ؟ قال : ( الإيمان بالله ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( صلة الرحم ) . قال : ثُمّ ماذا ؟ قال : (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . قال : فقال الرجل : فاخبرني أيُّ الأعمال أبغض الى الله ؟ قال : ( الشرك بالله ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( قطيعة الرّحم ) . قال : ثمّ ماذا ؟ قال : ( الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ) .
5 ـ الغضب : فعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( إنّ الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النار ، فأيّما رجلٍ غضَب على قومه وهو قائم فليجلس من فوره ، ذلك فإنّه سيذهب عنه رجس الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحِم فليَدْنُ منه فليمسه فإنّ الرّحم إذا مُسّت سَكَنَت (.
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( الغضب مفتاح كلِّ شرّ ) .
6 ـ الاختيال والتكبّر : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( أكثر أهل جهنّم المتكبّرون ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( مَن مشى على الأرض اختيالاً لعَنَتْهُ الأرض ومَن تحتها ومَن فوقها ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( مَن تعظّم في نفسه واختال في مِشيتِه لقيَ الله وهو عليه غضبان ) .
وعن الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام أنّهما قال: ( لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ).
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (أنّه قال : ( الجبّارون أبعد النّاس مِن الله يومَ القيامة ) .
أكل مال اليتم ظلماً : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) .
8 ـ اليمين الكاذبة : فعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (أنّه قال عن كتاب عليّ ( عليه السلام) :(إنَّ اليمين الكاذبة ، وقطعية الرّحم ، تذران الديار بلاقع من أهلها ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام (أنّه قال : ( مَن حلَف على يمينٍ وهُو يعلَم أنّه كاذب فقد بارَز الله عزّ وجلّ ) .
9 ـ شهادة الزّور : قال الله تعالى في كتابه الكريم يصف المتّقين : ) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ( .
وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ( ما مِن رجلٍ شهِد شهادةَ زورٍ على مالِ رجلٍ ليقطعه ، إلاّ كتب الله عزّ وجل له مكاناً ضنكاً الى النار ).
10 ـ المكر والخديعة : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ) ، وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ليس منّا مَن ماكَرَ مسلماً ) .
وعن الإمام على ( عليه السلام (أنّه قال : ( لولا أنّ المكر والخديعة في النار لكنت أَمكَرَ العرب ) .
11 ـ تحقير المؤمن وخاصةً الفقير والاِستخفاف به : فعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (لا تحقِّروا مؤمناً فقيراً ، فإنّ مَن حقّر مؤمناً واستخفّ به حقَّره الله تعالى ، ولم يزل ماقتاً له حتّى يرجع عن تحقيره أو يتوب ) .
وعنه ( عليه السلام (: ( من استذلّ مؤمناً وحقَّره لقلّة ذات يده ولفقره ، شهَرهُ الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ).
12 ـ الحسد : قال الله تعالى في كتابه المجيد : ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ( .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (إنَّ الحسد ليَأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب ) ، وعنه ( عليه السلام (: (إنَّ المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط ) .
وعنه ( عليه السلام (: (أُصول الكفر ثلاثة : الحِرص ، والاستكبار ، والحسَد ) .
13 ـ الغيبة والاستماع إليها : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام (: (الغيبة حرامٌ على كلِّ مسلم ، وإنّها لتأكل الحسَنَات كما تأكل النّار الحطب ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( ما عمّر مجلسٌ بالغيبة إلا خرّب مِن الدين ، فنزّهوا أسماعكم عن استماع الغيبة ، فإن القائل والمستمع لها شريكان في الإثم ) .
وعن الإمام أبي جعفر ( عليه السلام (: ( مَن اغتيب عندَه أخوه المؤمن فلم ينصره ، ولم يُعِنه ، ولم يدفَع عنه ، وهو يقدِر على نصرته وعَوْنِه ، حقَّره الله في الدّنيا والآخرة ) .
14ـ حُبُّ المال والحرص على الدّنيا : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) وقال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) .
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن أصبح والدّنيا أكبر همّه فليس من الله في شيء ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ): ( لتأتينّكم بعدي دنياً تأكل إيمانكم كما تأكل النّار الحطب ) ، وعنه (صلّى الله عليه وآله ) : ( دعوا الدّنيا لأهلها ، مَن أخذ مِن الدّنيا فوق ما يكفيه فقد أخذ حتفه وهو لا يشعر ) .
وعنه (صلى الله عليه وآله): ( إنّ الدينار والدّرهم أهلكا مَن كان قبلكم ، وهما مهلكاكم ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته ) .
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام (: ( رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قَطْع الطمَع عمّا في أيدي النّاس ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (: ( بئس العبد عبدٌ يكون له طمعٌ يقوده ، وبئس العبد عبدٌ له رغبةٌ تذلّه ) .
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام (: (حبّ الدّنيا رأس كلِّ خطيئة ) .
15ـ الفحش والقذف وبذاءة اللسان والسَّب : فعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال لعائشة :
( يا عائشة... إنّ الفحش لو كان مثالاً لكان مثال سوء ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ الله يبغض الفاحش البذيء ، والسائل المُلْحِف ) ، وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن أشرِّ عباد الله مَن تكره مجالسته لفُحشِه ) ، وعنه ) صلّى الله عليه وآله ) : ( سباب المؤمن فُسوق ، وقتاله كُفر وأكل لحمه معصية ، وحرمة ماله كحُرمة دمِه (.
ورُوي عن عمرو بن نعمان الجعفي : أنّه قال : ( كان لأبي عبد الله ( عليه السلام (صديق لا يكاد يُفارقه فقال يوماً لغلامه : يا بن الفاعلة ، أين كنت ؟ قال : فرَفَع أبو عبد الله ( عليه السلام (يده فصكّ بها جبهة نفسه ، ثمّ قال : ( سُبحان الله تقذف أُمّه ! قد كنت أرى لك وَرَعَاً، فإذا ليس لك وَرَع ) ، فقال : جُعِلت فداك إنّ أُمّه سنديّة مُشرِكة.. فقال ( عليه السلام (: ( أما علِمت أنّ لكلِّ أُمَّة نكاحاً ، تنحَّ عنّي ) . فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق بينهما الموت ).
16 ـ عقوق الوالدين : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيماً ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إيّاكم وعقوق الوالدين ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أصبح مسخطاً لأبَوَيه ، أصبح له بابان مفتوحان الى النّار ) .
وعن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام (:( إنّ أبي ( عليه السلام (نظَر الى رجلٍ ومعه ابنه يمشي والابن متّكىء على ذراع الأب ، قال فما كلّمه أبي مقتاً له حتّى فارق الدّنيا ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام: ( ( مَن نظر الى أبَوَيْه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ) ، وعنه ( عليه السلام (: (لو علِم الله شيئاً هو أدنى من أُفٍّ لنهى عنه ، وهو مِن أدنى العقوق... ومِن العقوق أنْ ينظر الرجل الى والدَيه فيحدّ النظر إليهم ) .
17ـ الكذب : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) ، وقال تعالى : ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( كبُرت خيانةٌ أنْ تحدّث أخاك حديثاً هو لك به مصدِّق ، وأنت له به كاذب ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( الكذب يُنقص الرّزق ) .
وعن الإمام عليّ (عليه السلام ) : ( لا يجد العبد طَعم الإيمان حتّى يترك الكذِب هزَله وجدّه ) .
وعن الإمام السجاد (عليه السلام ) : ( اتّقوا الكذِب الصغير منه والكبير ، في كلّ جدٍّ وهزَل ، فإنّ الرّجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ( .
وعن الإمام العسكري ) عليه السلام ) : ( جُعِلت الخبائث كلّها في بيتٍ ، وجعَل مفتاحها الكذِب ( .
18 ـ خلف الوعد : قال الله تعالى في كتابه الكريم : ) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ ) ، وعن النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليف إذا وعد ) ، وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : ( أربَع من كُنَّ فيه كان منافقاً ، ومَن كانت فيه خلّةٌ منهنّ ، كانت فيه خلّة مِن النفاق حتّى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعَد أخلَف ، وإذا عاهَد غدَر ، وإذا خاصَم فجَر ) .
19 ـ الإصرار على الذّنب بتكرار ارتكابه وعدم تركه وعدم النّدم على فعله : قال الله سُبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) .
وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ مِن جملة علامات الشقاء الإصرار على الذنب ).
وعن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : ( أعظم الذنوب ذنب أصرَّ عليه صاحبه ) .
وعن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( لا والله ، لا يقبل الله شيئاً مِن طاعته مع الإصرار على شيءٍ من معاصيه ) .
20ـ احتكار الطعام بقصد زيادة سعره : فعَن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أيّما رجلٍ اشترى طعاماً فحبَسه أربعين صباحاً ، يُريد به غلاء المسلمين ، ثُمّ باعه فتصدّق بثمنه لم يكن كفّارة لما صنع ) .
وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن احتكر فوق أربعين يوماً حرَّم الله عليه ريح الجنّة ) .
وعنه (صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن حبَس طعاماً يتربّص به الغلاء أربعين يوماً ، فقد برئ مِن الله وبرئ منه ) .
21ـ الغش : فعن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَنْ غشَّ مسلماً في شراء أو بيع فليس منّا ) ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( ألا ومن غشّنا فليس منّا ) . قالها ثلاث مرّات . ( ومَن غشّ أخاه المسلم ، نزَع الله برَكة رِزقه ، وأفسَد عليه معيشته ، ووكّله الى نفسه ) .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنّه قال : ( مَرَّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) في سوق المدينة بطعامٍ فقال لصاحبه : ما أرى طعامك إلاّ طيّباً ، وسأله عن سعره . فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أنْ يدسَّ يده في الطعام ، ففعل ، فأخرَج طعاماً رديّاً فقال لصاحبه : ما أراك إلاّ وقد جمَعت خيانةً وغِشّاً للمسلمين ) .
22 ـ الإسراف وعدم الاِقتصاد والتبذير وإتلاف المال ولو كان قليلاً : قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ، وقال تعالى : ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) ، وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .
وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنّ الله إذا أراد بعبدٍ خيراً ، ألْهَمَه الاِقتصاد ، وحُسن التدبير، وجنّبه سُوء التّدبير ، والإسراف ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أترى الله تعالى أعطى مَن أعطى مِن كرامة عليه ، ومنَع مَن منَع مِن هَوانٍ به عليه ؟ ولكن المال مالُ الله يضَعه عند الرجل ودائع ، وجوَّز لهم أنْ يأكلوا قصداً ، ويشربوا قصداً ، وينكحوا قصداً ، ويركبوا قصداً ويعودوا بما سِوى ذلك على فقراء المؤمنين ، ويلمّوا به شعثهم ، فمَن فعل ذلك ، كان ما يأكل حلالاً ، ويركب حلالاً ، وينكح حلالاً ، ومن عدا ذلك كان عليه حراماً ، ثمّ قال ) عليه السلام ): ( ولا تُسرفوا إنّ الله لا يُحبّ المسرفين ( .
وعنه ( عليه السلام ) : ( إنّ القصد أمرٌ يحبّه الله عزّ وجلّ ، وإنّ السَّرَف يبغضه ، حتّى طرحك النواة فإِنّها تصلح لشيءٍ ، وحتّى صبّك فضل شرابك ) .
23 ـ ترك أحد الواجبات : كترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من الواجبات : فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( مَن ترَك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( ولا ينظر الله الى عبدِه ولا يزكّيه لو ترك فريضةً مِن فرائض الله ، أو ارتكب كبيرة من الكبائر ) .
وعنه (عليه السلام ) : ( أنّ الله أمَرَه بأمرٍ وأمَرَه إبليس بأمرٍ ، فترَك ما أمَرَ الله عزّ وجلّ به وصار إلى ما أمر به إبليس ، فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار ) .
وهناك غير هذه وتلك لا يسَع المجال لذكرها هنا ، فراجعها إن شئت في كُتب الحديث والفقه .
قال ذلك أبي ، ثمَّ أضاف مؤكّداً بحزمٍ بينما راحت وتائر صوته تكتسي طابع صراحةٍ رزينة مؤثّرة .
قال : سأختتم حواريّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكلام لأحد أكابر المجتهدين )قدّس سرّه) جاء فيه : ( إنّ مِن أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعلاها وأتقنها وأشدّها ، خصوصاً بالنسبة الى رُؤسَاء الدين : أنْ َ لبس رِداء المعروف واجبَه ومندوبّة ، ويَنزع رِداء المنكر مُحرّمه ومكروهه ، ويستكمل نفسه بالأخلاق الكريمة ، ويُنزّهها عن الأخلاق الذميمة فإنّ ذلك منه سببٌ تام لفعل النّاس المعروف ونزعهم المنكر ، خصوصاً إذا أكمل ذلك بالمواعظ الحسنة المرِّغبة والمرِّهبة فإنّ لكلّ مقامٍ مقالاً ، ولكلّ داءٍ دواء . وطبّ النفوس والعقول أشدٌّ مِن طبّ الأبدان بمراتب كثيرة . وحينئذٍ يكون قد جاء بأعلى أفراد الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ) .
وبحواريّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر سننهي حواريّاتنا ـ قال أبي ـ راجياً مِن الله عزّ وجلّ أنْ يجعلها خالصةً لوجههِ الكريم ، نافعةً لك ولإخوانك المؤمنين ، وسأخصِّص حواريّة غدٍ للإجابة عن أسئلةٍ عامّة تختارها أنت ، قد تكون أغفلَت الإجابة عنها حواريّاتنا السابقة أو أوجزَتها ، أو قد تكون هذه الأسئلة خارج نِطاق بحث الحواريّات مارّة الذّكر .
قلت : فكرةٌ جيّدة ، وأتوقّع أنْ تكون مفيدة .
قال : فإلى جِلسة يومِ غد إنْ شاء الله.. إلى جِلسة الغد والحواريّة العامّة .
الحواريّة العامّة الأُولى ← → للأمر بالمعروف أو النّهي عن المنكر مراتب
العربية فارسی اردو English Azərbaycan Türkçe Français